
غادرت السفينة الأوقيانوغرافية Astrea الميناء القاري لكاستيلاماري دي ستابيا (نابلس، كامبانيا) في الـ 4 أكتوبر/تشرين الأول 2014 لتصل إلى خليج باتي، ثاني مناطق الدراسة بإيطاليا الواقعة في الساحل الشمالي لجزيرة صقلية. وكان طاقم السفينة والطاقم العلمي التابع لمشروع ECOSAFIMED مكونا من: مارزيا بو من جامعة جنوة (إيطاليا)؛ جوردي غرينيو من المجلس الأعلى للأبحاث العلمية ببرشلونة (إسبانيا)؛ سيمونيبييترو كانيسي من المعهد العالي للبحوث وحماية البيئة (ISPRA). وبعد يوم واحد من الإبحار، وصلت السفينة إلى ميناء ميلاتسو (ميسينا، صقلية) الذي ركب فيه آخر عضو من أعضاء الطاقم العلمي السفينة، ألا وهي أدريانا بروفيتا، من جامعة جنوة.
وبدأت الأنشطة الأوقيانوغرافية في 7 أكتوبر/تشرين الأول. وتمثلت مهمتنا في إكمال حملات أوقيانوغرافية تشمل كل من رسم خرائط طبوغرافية عالية الدقة وعمليات بحث باستخدام كاميرات بحرية ROV في منطقة الدراسة بخليج باتي. وبناء على الأبحاث السابقة التي أجريت مع الصيادين المحليين، تم تحديد ستة مواقع صيد بحري مختلفة في خليج باتي وموقع إضافي (برولو) مستغل من قبل مصايد الأسماك التقليدية. يعتبر خليج باتي منطقة يحظر فيها الصيد بالكركارة، ولذلك تم اختيار منطقة خارج منطقة الخليج يسمح فيها بمزاولة الصيد بالكركارة لاستخدامها كمنطقة مقارنة للنظم الإيكولوجية القاعية الخفيفة المتأثرة. وتمثل هدفنا في رسم خريطة لتلك المناطق وإيجاد دلائل عن وجود مجتمعات قاعية تتألف من أصناف هيكلية مثل المرجان والإسفنج والطحلبيات أكثر تضررا من تأثيرات معدات الصيد البحري كالشباك المثلثة والشباك الخيشومية التي يستخدمها الصيادون المحليون لاصطياد أسماك الفريدي والنازلي الأوروبي والبوري. تم تخطيط عمليات غطس متعددة باستخدام كاميرات بحرية ROV بين 50 و 200 متر عمق من أجل توصيف المجتمعات القاعية لتسليط الضوء على التأثيرات المحتملة لكلا المعدات المختلفة في المناطق التي تختلف فيها نسب مزاولة الصيد البحري. وتمت صياغة ما مجموعه 10 خريطة متعددة الشعاع وتنفيذ 15 عملية غطس في منطقة الدراسة بين 7 و 11 أكتوبر/تشرين الأول. وتم تنفيذ 15 مقاطع عرضية باستخدام كاميرات بحرية ROV (توافق 12.000 متر من الخطوط الأرضية) من ما مجموعه أكثر من 17 ساعة من مقاطع الفيديو وحوالي 1.420 صورة عالية الدقة. وتم الإبلاغ عن بعض المجتمعات المرجانية المثيرة للاهتمام في هذه الدراسة من بين جميع الغابات البحرية الغنية مثل سبينيموريسيا كلافاريني والليتوكاربيا متعدد الأوراق. والجدير بالذكر أنه تم جمع 10 مجموعات من سبينيموريسيا كلافاريني والاحتفاظ بها على قيد الحياة في حوض أسماك السفينة ونقلها تباعا إلى معهد علوم البحار في برشلونة لإجراء اختبارات محددة ومتعلقة بأسلوب حياة وتكاثر هذه الأصناف غير المعروفة والتي تعيش في حوض البحر الأبيض المتوسط. ومن بين الأصناف الأكثر هيمنة في هذه المنطقة نجد المرجانيات المروحية وأقلام البحر والهيدرونيات والشعاب المرجانية السوداء والمرجانيات الحجرية الصلبة. وتم الكشف عن آثار هامة لتأثير الصيد البحري تعزى ليس فقط للمعدات المهنية، بل وأيضا للترفيهية، خصوصا على الأرضيات الصلبة الموجودة على طول رأسَي الخليج.
وتمت استضافة عدد كبير من الصيادين (وغيرهم من أفراد المجتمع) على متن السفينة في نهاية يوم العمل في الميناء وعرض ومناقشة عدد من مقاطع الفيديو والصور المختارة. وسوف تساعدنا عملية تحليل بيانات مستقبلية كبيرة على رسم صورة عامة عن توزيع المجتمعات القاعية في خليج باتي وعلى المصادر الرئيسية للتأثير من أجل تحديد استراتيجية حفظ أكثر ملائمة للمنطقة.